"هيكابى يوريبيديس. تحولات في سلوك الشخصية الدرامية" محمد خليل رشدي مدرس اللغة اللاتينية وآدابها كلية الآداب- جامعة أسيوط لماذا كل هذا العويل والنحيب من أجل طروادة! لماذا لا يكون مقبول أن تسقط طروادة، ويسقط معها من كان يحكمها! لفد قبلت الأسرة المالكة أن تحتضن بينها هيلينى الزوجة الخائنة، بل إن برياموس ملك طروادة قَبِل أن يحارب ملوك الإغريق مجتمعين. أما شعب طروادة فقد استجاب لنداء الخيانة وخضع لإرادة الخيانة والفساد. من هنا يصبح سقوط طروادة أمرا حتميا، لكنه لن يكون طبيعيا. ونحن نعنى بذلك أن طروادة يجب أن تُدمر عن بكرة أبيها. سوف يتم قتل أو إعدام كل من ينتمي إلى الأسرة الحاكمة. أما شعب طروادة فلابد أن يتم إبادته، وهذا أمرا طبيعيا ومن لا يجده كذلك فعليه أن يُحكِّم عقله لا مشاعره. إن ما يتبقى لنا بعد سقوط طروادة هو أن نقف على أطلالها ونحاول جاهدين أن نتبين ملامح مَن بقي مِن الأسرى على قيد الحياة، وعلينا أيضا أن نتبين ملامح تلك الوجوه التي تعلوها ابتسامة المنتصر. هنا وعلى أنقاض طروادة ترقد الملكة هيكابى، زوجة برياموس ملك طروادة الذي كان قد قُتِل من قبل. إن هيكابى ترقد بين من تبقي من نساء طروادة وهي تجهل مصيرها ومصير من تبقى من أبنائها. فهي لم تعد ملكة، بل لم يعد هناك مملكة تحكمها. لقد سقطت طروادة وبدأت محاكمة من بقي من أسرة من كان يحكمها. من هنا يبدأ يوريبيديس مسرحيته التي تحمل اسم هيكابى. ومن هنا يبدأ بحثنا الذي سنحاول فيه أن نناقش النقاط التالية: -1- ما الذي أراده يوريبيديس من كتابة مسرحية هيكابى ورسمه لشخوصها بملامح معينة كما أراد لها أن تبدو؟ -2- كيف يمكن لنا أن نحلل شخصية هيكابى وتحولها المفاجئ من صورة الضحية إلى صورة الشخصية الساعية للانتقام؟ -3- ما هو المغزى من النبوءة في المسرحية، وما هو الدور الذي تلعبه في مجريات الأحداث؟ -4- ماذا يمثل عنصر المفاجأة في مسرحية هيكابى؟